الخلاصة:
يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية جديدة ونوعية تفوق ما قبلها بسرعة تطورها ومضاعفة قدراتها إلى حد يلغي الفارق المتوارث بين العلم والخيال العلمي، إنها ثورة التقانة الحيوية أو ما يعرف بالبيوتكنولوجيا. إن الطموح الكبير للعلماء من خلال هذه الثورة هو تحقيق نتائج إيجابية وحل مشاكل مستعصية يعاني منها الكثير من الناس كمعالجة الأمراض الوراثية، لكن هذه البيوتكنولوجيا بأساليبها الحديثة والمتطورة قد تغير من بعض أسس حضارتنا وقيمنا الإنسانية الثابتة خاصة إذا تحققت أحلام علماء هندسة الجينات، ولأجل ذلك حاولنا دراسة أبعادها الإيتيقية والسياسية على الأجيال الحاضرة والمستقبلية معتمدين على العلاج الجيني نموذجا فكانت الإشكالية المحورية التي حاولنا الإجابة عليها كالتالي: ما مدى إمكانية أن تقود جهود العلماء المبذولة في ثورتهم هذه خلال هذا القرن والقرون المقبلة إلى تغيير هيئة الإنسان وبيئته ووراثته وقيمه من أجل قلب موازين الطبيعة البشرية؟ وما الذي يجب أن نقوم به إزاء هذا العلم الذي سيمزج في المستقبل المزايا المحتملة الهائلة بتهديدات قد تكون بدنية وواضحة أو روحية خفية؟