الخلاصة:
إن ترجمة الفلسفة عموما وفلسفة الحضارة خصوصًا وظيفة بالغة الأهمية من حيث إنها وسيلة لنقل رسالة المفكرين إلى أجيال المستقبل للتخطيط من أجل حدوث النهضة وتخليص الحضارة الإسلامية من الركود القاتل الذي تتخبط فيه. وعليه جاء بحثنا ليتناول مسألة نقل فلسفة الحضارة في فكر مالك بن نبي من الفرنسية إلى العربية وهو أحد أهم الفلاسفة المهتمين بمشكلات الحضارة الإسلامية.
كرسنا بداية دراستنا لبحث العناصر التي تتكون منها الحضارة وما يربطها بالثقافة عمومًا عند الغرب وعند العرب، ثم لشرح فلسفة الحضارة في فكر مالك بن نبي الذي حلل مرض الحضارة وشخصه ووصف الدواء المناسب له. فكانت الترجمة هي الوسيلة المثلى لنقل عصارة هذا الفكر النفيس على أكمل وجه كونها مرتبطة بالفلسفة منذ القدم خاصة في ىالعالم الإسلامي حيث تولدت الفلسفة عن الترجمة. وقد كشف بحثنا عن بعض الطرائق والإستراتيجيات الترجمية في نقل النتاج الفلسفي على غرار نظرية الترجمة الفلسفية لطه عبد الرحمن، إلا أن خصوصية الفلسفة الإسلامية في فكر مالك بن نبي، التي وان كانت بغير العربية، تتطلب تبني إستراتيجية أمينة إذ لا تحتاج إلى التصرف بغية تأصيل فكره ليناسب مجال التداول العربي الإسلامي، عكس ما صرح به المترجم ع.ص.شاهين.