الخلاصة:
إنّ هذا البحث يتعرض للتنظيمات الحديثة في المجتمع الجزائري ومحاولة تقييم دورها في المجتمع ومعرفة واقعها .وهذا ما يؤدي إلى الكشف عن علاقتها بأشكال التضامن التقليدية السائدة في المجتمع . فقد عرف المجتمع الجزائري تحولات وتغيرات كثيرة أثرت على بنائه وعلى خصائصه.حيث تحول من إطاره التقليدي إلى إطار التحضر السريع ،وهذا ما أدى إلى حدوث تطورات ملحوظة في أنماط التنظيمات بمختلف أشكالها وصورها ،الاقتصادية ،السياسية ،الاجتماعية ،الثقافية وغيرها ...وكذا ظهور تنظيمات تضامنية أخرى تتوافق مع معطيات هذه المرحلة من التحضر وبديلة عن أشكال التضامن التقليدية التي سادت في مراحل معينة من تغيره الاجتماعي ،وهذا ما دفعنا إلى محاولة البحث عن ما إذا استطاعت هذه التنظيمات الحديثة في تعويض الوظائف التي كانت على عاتق أهم مؤسسة اجتماعية ألا وهي الأسرة في المجتمع التقليدي ،وإلى أي مدى ؟ و نحاول أيضا من خلال هذه الدراسة التوصل إلى نتائج علمية تفيد في وصف ظاهرة التضامن بنوعيه :غير الرسمي،والرسمي الحديث والمتمثل في التنظيمات الحديثة والتأثير الملاحظ بينهما ، ومحاولة تفسير هذه الظاهرة تفسيرا علميا سوسيولوجيا،ومعرفة موقع التنظيمات الحديثة الجزائرية من الدراسات النظرية والإمبريقية التي تعرضت لها السوسيولوجيا الغربية والعربية .وذلك من خلال إجراء بعض الإسقاطات النظرية على التنظيمات الحديثة الجزائرية لمعرفة مدى صلاحيتها لتفسيرها علميا . إذن وبناءً على ماسبق تظهر لنا ضرورة معرفة واقع وموقع التنظيمات الحديثة في ميدان التضامن الاجتماعي في المجتمع الجزائري ومعرفة العلاقة بينها و بين التضامن التقليدي التي تبدوا على أنّها علاقة تأثير وتأثر .
