Résumé:
إن جسد الانسان ليس معطى طبيعي فقط أي كما خلقه الله، بل يعاد بالضرورة انتاجه اجتماعيا لإعطائه دلالات و رموز متماشية مع السياق الاجتماعي، و ذلك في كل المجتمعات عبر التاريخ . أما في مجتمعنا الحالي فقد أصبح الجمال قيمة اجتماعية الزامية سائدة، تولدت عنها صناعة مكملة للجمال، من مواد وجراحة و دعايات وخطابات و أدبيات للتجميل و قد شمل استهلاك هذه العناصر والمواد التجميلية مختلف الفئات الاجتماعية، حيث اتسع استعمالها فأصبح بذلك الجمال حقا ظاهرة اجتماعية و أصبح التجميل مؤشرا و رمزا عن المكانة الاجتماعية المرغوبة أو المكتسبة، كما دل انتشار جراحة التجميل على شدة التنافس الرمزي عن المكانة الاجتماعية و الاستعداد لتغيير الجسد و قبول تحويله اصطناعيا من أجل الوصول إليها مصداقا لإلزامية الجمال.