الخلاصة:
تسعى الشعوب في علاقاتها مع السلطة إلى تحقيق إشباع حاجاتها السياسية الاجتماعية والثقافية في سيرورة صراع اجتماعي يظهر حينا ويغيب حينا آخر في أشكال متعددة ، قد يكون أهمها الحركات الاحتجاجية التي تعد "آلية لترجمة مطالب الجماهير أو فعل اعتراضي عن قرار ما على أرض الواقع . وعرفت الجزائر الحركات الاحتجاجية بعد الاستقلال في محطات عديدة وبأشكال مختلفة ترجمت كل محطة تطلعاتها وخصائصها السوسيو سياسية والاقتصادية في حراك احتجاجي متميز ، وبوصفها شكلا من أشكال المشاركة السياسية ، فإن الحركات الاحتجاجية ترتبط بمسألة التمثيل الشعبي الذي يترجم إرادة ، آمال وطموحات الشعوب عبر ممثليها وغيابه أو عدم فعاليته خاصة في وقت الأزمات يفتح المجال لظهور التمثيل الشعبي الموازي لذا فإن الاحتجاجات التي شهدتها عين صالح مطلع العام 2015 الرافضة للتنقيب عن الغاز الصخري بتقنية التكسير الهيدروليكي في سيرورة تعدت ثمانية أشهر وما حملته من أحداث ساهمت في إعادة إنتاج المشهد السوسيو سياسي والثقافي بالمنطقة مما أدى إلى ظهور تمثيل شعبي موازي للتمثيل الرسمي الذي كان فاقدا للفعالية التي تنتظرها منه الجماهير.