الخلاصة:
سعت هذه الدراسة إلى تحليل عملية نشوء الأصولية الدينية في كل من إيران و بولونيا و تحولها إلى حركة اجتماعية واسعة، و ذلك من منظور النموذج النظري الثلاثي: تعبئة الموارد، الفرصة السياسية، و مسار التأطير الثقافي. المورد الأساسي الذي جعل من البلدين بيئة مثالية لظهور الأصولية الدينية و نيلها تأييدا شعبيا كبيرا، يمكن في الدور التاريخي المحوري الذي لعبته المؤسسات و التقاليد الدينية في صياغة الهوية الوطنية للمجتمعين الإيراني و البولندي. أما بنية الفرصة السياسية و التي تتعلق بالسياق السياسي الذي ظهرت فيه الحركات الأصولية الدينية، فتميز بسيادة أنظمة علمانية تسلطية، رأسمالية في إيران و شيوعية في بولونيا، استهدفت تقويض الحضور الديني في المجال العام في خضم سياساتها التحديثية. يرتكز الإطار الثقافي الذي صاغته الأصوليتان الإيرانية و البولونية على مزج المطالب الدينية بالمظالم السياسية و الاقتصادية، حيث اعتبر رواد الحركتين أن المشاكل الاجتماعية هي نتيجة حتمية للأزمة الثقافية في البلدين، و التي تتمثل في الانفصال بين الإيديولوجيا العلمانية للدولة و التقاليد الدينية للجماهير.
The aim of this study was to analyze the emergence of religious fundamentalism in Iran and Poland from the perspective of the triple theoretical model of social movements: resource mobilization, political opportunity, and the process of cultural framing. The main resource that made of the two countries an ideal environment for the emergence of religious fundamentalism consists in the historical role that the religious traditions had played in shaping the national identity of the Iranian and Polish societies. As for the political opportunity structure, it is characterized by the rule of authoritarian secular regimes, capitalist in Iran and communist in Poland, which aimed at undermining the religious influence in the public. The cultural framework formulated by the Iranian and Polish fundamentalist leaders, is based on the mixing of religious complaints with political and economic grievances