الخلاصة:
لقد ارتبط تاريخ الجزائر منذ أقدم العصور بالبحر، ولهذا السبب بالذات، فإن أية قراءة لهذا التاريخ لا تستحضر العمق البحري للجزائر تعد ناقصة باعتبار أن موقع الجزائر على ضفاف البحر الأبيض المتوسط جعلها جزءا جوهريا في بناء تاريخ هذا البحر إما سلما أو حربا بل إنها في الكثير من الحقب التاريخية كانت محورا منفردا في بناء العلاقات بمختلف أشكالها حول حوض هذا البحر بمختلف اتجاهاته ومن هنا فإن البحر ظل دوما حاضرا في مجمل تطورات التاريخ الجزائري ، ولم يقتصر دوره على المساهمة في النشاط الاقتصادي والسياسي بل تعداه إلى أدوار أخري كان أبرزها البعد الإنساني الخارجي الذي لعبته البحرية الجزائرية وهو بعد تشح الدراسات التاريخية في التركيز عليه سواء على خلفية انعدام وجود "أرشيف بحري" وطني يضم المؤلفات والوثائق ذات العلاقة بالنشاط البحري الجزائري أو نظرا لعدم تحريره أصلا من إسار التصور الاستعماري و منطلق الفكر الإقصائي لإيجابية الدور البحري الجزائري الخارجي باعتبار أن البعد الإنساني هو تاج الإيجابية في تاريخ البحرية الإنسانية برمتها ومن هذا المنطلق أردنا أن نتطرق لهذا الموضوع المهم بالعنوان المشار إليه أعلام ونقف عند محطات إنسانية تفخر البحرية الجزائرية بدعمها كان من أبرزها : ـ نصرة المضطهدين الأندلسيين وإنقاذهم من هول الإبادة الأوروبية. ـ الوقوف إلى جانب المصريين إثر الاحتلال الفرنسي لها بقيادة نابليون بونا بارت. ـ نصرة الفرنسيين وفك الحصار الأوربي المضروب عليهم. ـ الوقوف إلى جانب الأتراك وشعوب شرق أوروبا إثر الحروب الاستعمارية الأوروبية. وغيرها من القضايا الإنسانية التي وقف الأسطول البحري الجزائري إلى جانبها رغم ما كلفته بشريا وماديا بل إنها كانت السبب الأبرز في دخول الجزائر في احتلال مظلم أفقدها كل شيء .