الخلاصة:
شهد المغرب الأوسط كسائر الأقطار الإسلامية وجود فنادق (أو خانات) عديدة تنتشر حول المرافئ، وفي داخل وخارج مدنه ، وكانت هذه الفنادق مأوى المسافرين والتجار الأجانب على وجه الخصوص، المارين بالمدينة أو المروجين لبضاعتهم فيها . أما من جهة التخطيط المعماري ، فقد تميزت بخلو الواجهات من الحوانيت، والدخول من الباب الرئيسي إلى صحن أوسط مكشوف تلتف حوله المخازن المعدة لتخزين بضائع المسافرين، وقد تأخذ هذه المخازن طابقين أو أكثر، أما الطوابق العليا فكانت مخصصة للسكن . وقد عرفت هذه الفنادق التخصص فذكر ابن حوقل " يقصد كل فندق بما يعلم أنه يغلب على أهله من أنواع التجارة ، فكان فندق الفحم ،فندق الكتان "إلى آخره . وقد تركت لنا بعض النصوص أسماء فندقين بمدينة تلمسان هما: فندق الشماعين وفندق المجاري، و جاء ذكر اثنين آخرين خصصا لإقامة التجار الوافدين من جنوة والبندقية في وصف إفريقية للحسن الوزان، دون أن يذكر أسماءهم. وكان للفنادق دور كبير في خدمة التجارة الخارجية ، حيث كان يضع التجار الأجانب تجارتهم في مخازن الفندق، فتسجل في دفاتر خاصة وتضرب عليها المكوس الديوانية ، ثم يعرضونها على الزبائن، ويتم البيع عن طريق الجملة أو بالتجزئة، وهذا ما سوف نحاول رصده من خلال هذا البحث.