Abstract:
جسد طور إنشاء مدينة وهران مرحلة متطورة من العلاقات بين المغرب والأندلس وكان من مسوغات هذا الإنشاء الأساسية ما كان يحصل في شرق البلاد المغربية، من تحولات سياسية واقتصادية، تجسدت في توطيد سلطة الفاطميين بإفريقية، إذ مثلت المدينة الميناء عصر ذاك إحدى محاور الصراع الفاطمي الأموي، ومهما كانت أسباب النشأة، أضحى المرسى الكبير إحدى المفاصل الهامة في الملاحة غربي المتوسط. وفي زمن ثان، أضحت وهران بين القرنين الخامس وأوائل السابع هـ/ XII- XII م، من أهم موانئ المرابطين، إذ اتخذ يوسف بن تاشفين من مينائها مرسى لأسطوله، وقد اقترن ذلك بتطور المدينة وامتدادها العمراني. أما الطور الثالث الذي تزامن مع تاريخ الدولة الزيانية، فقد تحولت إلى محطة هامة في التجارة المتوسطية وإن حصلت مراوحة بينها وبين القرصنة، وذلك فضلا عن تدفق موجات من المهاجرين من العدوة الأندلسية.