الخلاصة:
يرجع تاريخ ظاهرة الاغتراب إلى الوجود وخلق الإنسان أي أنه ظاهرة تاريخية تأصلت في وجود الإنسان ولازمته عبر العصور المختلفة و الثقافات المتباينة و الحضارات المتطورة. وتعتبر ظاهرة الاغتراب اجتماعية المنشأ و الجذور إلا أن أعراضها نفسية سلوكية تظهر في مساوئ توافق الإنسان مع واقعه المعاش بشكل يصبح فيه الإنسان غريبا عن ذاته وعن واقعه المعاش. أما الاغتراب من وجهة النظر الدينية فقد ظهر في الأديان الثلاثة الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام فهي تلتقي على مفهوم أساسي واحد للاغتراب بمعنى الانفصال أي انفصال الإنسان عن الله. إن ظاهرة الاغتراب قد أسهمت في ظهورها العديد من العوامل تمثلت حسب الدراسة في ضعف المؤسسة الدينية إلى جانب تضارب الفتاوى الدينية في ضل صراع التيارات الفكرية الذي يحدث في مجتمع مثقل بالتغيرات الاجتماعية فبالنسبة للمؤسسة الدينية فهي تلعب دورا جريا بنائيا أو وظيفيا في تحقيق الأهداف التي يسير عليها النسق الاجتماعي، وذلك من خلال النشاطات المتعددة التي تقوم بها المؤسسة.