Résumé:
يجمع الدارسون والمهتمون بدراسة التنشئة الاجتماعية، سواء كانوا علماء إجتماع، علماء نفس أو أنثروبولوجيون على أن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تحتضن الفرد منذ ولادته و هي بالتالي الأكثر تأثيرا في العملية المتواصلة للتنشئة، حيث تقع مسؤولية هذه العملية بشكل رئيس على عاتق الوالدين من خلال تلقين الأبناء القيم و المبادئ الأساسية وكذا الأساليب و الإتجاهات الوالدية في تنشئة أبنائهم من أجل إعداد و تهيئة الفرد لأداء دوره داخل المجتمع الذي يعيش فيه و يتفاعل معه، إلا أن الأمر قد يأخذ منحى أكثر خصوصية لدى العائلات من الأصول الجزائرية أو جزائرية-فنلندية، المقيمة في فنلندا، بسبب تمايز الخلفيات التنشئوية للأولياء (من الجنسية الجزائرية) و تلك الخاصة بالمجتمع الفنلندي، خاصة فيما يخص المؤسسات الإجتماعية و تدخل الدولة في تنشئة الأبناء، حيث تهدف دراستنا الحالية إلى فهم الأساليب التي يتبعها الأولياء و كذا مدى تمسكهم بقيم مجتمعهم الأصلي و بالتالي تمريرها لأبنائهم، و على هذا الأساس ارتأينا إجراء مقابلات مع مجموعة من الأسر من جنسية جزائرية و جزائرية-فنلندية لمعرفة المزيد عن جوانب الموضوع، و قد توصلنا من خلال المعطيات الميدانية إلى تحليل سوسيولوجي و نتائج هامة.