الخلاصة:
إن الدراسات المصطلحية وبحوثها نشأت لخدمة مجالات الحياة المعرفية المختلفة، كردّ فعل طبيعي لما بدى من اعتلال في المنظومة اللغوية الخاصة بميادين المعرفة المتنوعة. وهو ما يَسِمُه الخبراء بالمنظومة الاصطلاحية أي مجموعة المصطلحات المعبرّة عن مفاهيم محددة في مجال محدّد. هذه الاعتلالات تعوق التنامي المعرفي وتحول دون تفاهم أهل الاختصاص، إذ يصادف الدارسون والباحثون وطُلّاب العلم صعوبات في التواصل المعرفي والتحصيل العلمي بسبب اختلاف المصطلحات وعدم ثباتها في اللغة الواحدة والمجال الواحد وحتى في القطر الواحد. هذا ما صارت تعانيه أغلب مجالات المعرفة حين تتلقّفها العربية فتضطرب أوضاعها الاصطلاحية بداية ثم تتضافر جهود اللغويين والمختصين من أجل ضمان توحيدها واستقرارها في كل التخصصات والفروع المعرفية.