الخلاصة:
يعتبر الكثير من المنظرين ، الترجمة على أنها فعل سياسي، لأن الترجمة ترتبط بالثقافة و تتعلق بإنتاج السلطة و إظهارها وبالاستراتيجيات المستعملة من طرف هذه السلطة من أجل تمثيل الثقافة الأخرى.و يتم النظر إلى قضية الترجمة و السياسة ، حسب ما أشارت إليه "كريستينا شافنر" ، من جوانب ثلاثة متداخلة في ما بينها تتمثل في سياسة الترجمة ، و ترجمة الخطاب السياسي ، و تسييس ( دراسات) الترجمة.
وهذا يقودنا إلى القول أن الترجمة و ما تقتضيه من التراكيب و المفردات لا تتم بطريقة اعتباطية أو عفوية و إنما تكشف عن خيارات ايديولوجية و عن دواعي ثقافية تهدف إلى نشرها و الدفاع عنها .وأهم من ذلك فإنها عملية تأويلية تتمثل في إعادة إنتاج خطاب آخر جديد ، فهي بذلك فعل اتصالي سياسي هادف يصحبه انتقاء واعي ومقصود يصل أحيانا إلى درجة التشويه والتزييف وذلك خدمة لإغراض سياسية و ايديولوجية و ثقافية في اللغة الهدف.