Résumé:
يتناول البحث ترجمة التناص في أعمال رشيد بوجدرة الروائية بين العربية و الفرنسية. فقد رصدنا المقاطع التناصية وترجمتها، ثم فككنا العلاقات التناصية واستخلاصنا معانيها و كشفنا المقاصد من وراء توظيفها في النص الروائي، ثم نظرنا في مدى قدرة نص الترجمة على إنتاج المعنى و التأثير في المتلقي مقارنة بالنص الأصلي. كما تناولنا النص والقراءة و إنتاج المعنى، و نشأة مفهوم التناص و تطوره في الدراسات النقدية الغربية والعربية و العلاقات التناصية الظاهرة منها و الخفية و الشروط الواجب توفرها في القارئ كي يتمكن من اكتشافها و بناء المعنى من خلالها و كيفية تعامل المترجمين مع التناص في العمل الروائي وقدرتهما على نقله من لغة إلى أخرى دون الإخلال، في أغلب الأحيان، بالوفاء لمقاصد المؤلف. و توصلنا إلى أنه نادرا ما يتم نقل التناص كاملا، فالنص الروائي يخسر من خلال الترجمة تلك الجوانب الدلالية أو المعرفية التي تعذّر نقلها إلى الثقافة المستقبلة لكنه يربح آفاق دلالية و علاقات تناصية جديدة. فتتحوّل الترجمة إلى عملية إعادة كتابة في قوالب لغوية وقِيَم ثقافية و اجتماعية و تقاليد أدبية مختلفة عن الأصول، ليبني القارئ بعد ذلك احتمالات متعددة للفهم بفضل غنى الذات الناقلة والذات المتلقية التي ستستوعبه.