الخلاصة:
تشكل الضغوط المهنية أكبر التحديات التي تواجه المدرّس بسبب ما تتّسم به مهنة التدريس من أعباء تُتعب الفكر وتنهك الجسم وتحطّم الأعصاب، وتنشأ الضغوط نتيجة تفاعل المدرّس مع البيئة المدرسية وما يترتّب عن هذا التفاعل من كثرة المطالب والتحديات التي تفوق قدرة المدرّس على تحمّلها بسبب عوامل عديدة منها: ثقل المسؤولية المهنية، تعدد أدوار المدرس،العبء الكمي والكيفي للعمل،لفروق الفردية للتلاميذومشاكلهم السلوكية،تدني المكانة الإجتماعية للمدرّس، الضغوط الناشئة من إدارة المدرسة والنقص في المساندة الإجتماعية سواء من الزملاء أو المشرفين أوالمدير، كلّها عوامل ضاغطة تؤثرعلى أداء المدرس، لذا صنفت مهنة التدريس من بين المهن الإجتماعية الأكثر ارتباطا بأعلى معدلات الضغوط.
ويرجع اهتمام الباحثين بموضوع الضغوط المهنية لوجود أدلّة واضحة على أنّ استمرار عمل المدرّس تحت مستويات عالية من الضغوط تصاحبه أمراض سايكوسوماتية منها أمراض القلب والشرايين، قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، ألام الظهر، أمراض الحبال الصوتية. ومظاهر نفسية كعدم الرضا عن العمل، وانخفاض تقدير الذات، عدم التوافق المهني، ومظاهر سلوكية وانفعالية وفكرية كالتغيب عن العمل، وفقدان القدرة على الابتكار في مجال التدريس، عدم الاهتمام واللاّمبالاة، الغضب وسرعة الإستثارة، النسيان وعدم التركيز.