الخلاصة:
لقد كان لعقد الجمهورية الفرنسية الثالثة للمؤتمر الأفخارستي الدولي بقرطاج في الفترة (7-11 ماي 1930) وإعطائه صفة رسمية وتأييده ومساندته ماديا ومعنويا ردود أفعال من قبل الأوساط اليسارية الفرنسية، والتي اعتبرته انتهاك صارخ لقانون فصل الدّين عن الدّولة، وخروج عن مبادئ العلمانية ومبادئ ثورة 1789م. وكذلك الأوساط الإسلامية التونسية والتي ندّدت بالمؤتمر ومنظميه ،وكذلك بالنفقات الباهظة التي أخذت من أموال الخزينة التونسية لتمويل تظاهرة مسيحية ليس لها أيّ فائدة للشعب التونسي، وبالسّياسة التّبشيرية التي تنتهجها الكنيسة باعتبار أنّ المؤتمر عقد من أجل إحياء كنيسة قرطاج وإعادة بعثها من جديد، وبالتالي فهو محاولة لطمس معالم الهوية العربية الإسلامية لتونس.
فكان هذا المؤتمر مناسبة لعودة نشاط الحزب الحر الدستوري التونسي، إذ مكّن الوطنيين التّونسيين وعلى رأسهم الشبان الجدد خريجو المدراس الفرنسية من مقاومة النّظام الاستعماري وسياسته الإدماجية والعنصرية وذلك بالاعتماد على مبدأ التعبئة الشّعبية الأمر الذي أدّى إلى تصلّب الكفاح التّحرري والتّصادم مع الاستعمار عدّة مرات طيلة فترة الثّلاثينات .
The convening of the Third French Republic for the International Eucharistic Conference in Carthage on (7-11 May 1930) and giving it an official status by French left-wing circles, which considered it a flagrant violation of the law's religion separation from state, and a departure from the secularism principles . The Tunisian Islamic circles denounced the conference , its organizers, and the exorbitant expenses that were taken from the Tunisian treasury funds to finance a Christian demonstration that has no benefit for the Tunisians , and the missionary policy pursued by the church, considering the conference was held to revive the Church of Carthage and resurrect it again, therefore it is an attempt to obliterate the features of the Arab-Islamic identity of Tunisia.
This conference was an occasion for the return of the activity of the Tunisian Constitutional Free Party, that enabled the Tunisian patriots, led by the French schools young graduates, to resist the colonial regime, relying on the principle of popular mobilization, which led to the hardening of the liberation struggle and the collision with colonialism several times throughout the thirties
