الخلاصة:
ان التقدم الهائل الذي أحرزته البيوتكنولوجيا بمختلف انعكاساته، لعب دورا لا يستهان به في حل مشاكل وقف الطب عاجزا أمامها، وذلك من خلال التطبيقات البيوتكنولوجية من قبيل : التلقيح الاصطناعي، الهندسة الوراثية، الاستنساخ، زرع الاعضاء...وغيرها. والتي أثارت الكثير من الاشكاليات الاخلاقية التي اصبحت تهدد المبادئ والقيم الاخلاقية، مما زاد من مخاوف التمادي على كرامة الانسان وقيمه الاساسية، لأنها لم تستطيع التمييز بين الممنوع والمشروع، نظرا لما تحمله من تعدي على كرامة الانسان وقداسة حياته، لذلك وجب علينا أن نعيد النظر في قيمنا وفكرنا الاخلاقي، فظهرت البيواتيقا كحقل معرفي جديد يعبر عن لقاء آخر بين العلم والاخلاق، وذلك عن طريق مراقبة أخلاقية لمسار العلم في ممارسته، مستعينة في ذلك بالأطباء وفلاسفة الاخلاق ورجال الدين والقانون وعلماء النفس والاجتماع وحتى رجال السياسة، واتسعت دائرة النقاش حول الممارسات البيوتكنوجية وهو الامر الذي دعا الى قراءة جديدة للقيم الانسانية، بغية السؤال عن المشروعية الاخلاقية وحتى القانونية لها. فالتطبيقات البيوتكنولوجية بحاجة الى ضوابط اخلاقية ودينية وقانونية التي لا يمكن تجاوزها والواجب العمل والالتزام بها، وذلك بمراعاة واحترام كرامة الانسان وقيمه الاخلاقية، ومعتقداته الدينية من خلال الحدود التي ترسمها الشرائع المرسلة