الخلاصة:
إنّ موقفنا من العولمة يجب أن يأخذ صورة الموقف من ظاهرة تاريخية بأبعادها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأنها نشاط تاريخي وصيرورة موضوعية، لا ينفع معها الرفض، كما لا ينفع معها التغني والتبجيل. فالثقافة العربية في ظل العولمة تحتاج إلى وعي وإرادة فاعلة ومستقلة لبناء مشروع حضاري متميز ثقافيًا واجتماعياً وسياسياً، من خلال المشاركًة الفعليًّة في المجهود الحضاري الإنساني وطرح الافكار التي تحافظ على هوية المجتمع بكل صفاته وانتماءاته. إنها ظاهرة تاريخية تتطلب منا وعيا تاريخيا بأبعادها وتحدياتها وظروفها التاريخية، كما تقتضي إدراكا للمناخ التاريخي الذي استنبتت فيه وذلك من أجل بناء رؤية علمية تأخذ هذه الظاهرة بأبعادها التاريخية وصيروراتها الموضوعية. وبناء منظومة معرفية تساعد في تعزيز إمكانيات الثقافة العربية في صدامها وتفاعلها مع أخطر مراحل تطور الإنسانية