الخلاصة:
تعد التعددية الثقافية الليبرالية عند (ويل كيمليكا)، منظومة فكرية ونظرية للتعامل مع المجتمعات غير المتجانسة، باعتباره ليبرالياً وفياً لقيمها ومجددا لها؛ حيث يهدف إلى بناء نظرية ليبرالية في التنوع والتعددية، تتجاوز الطرح الأحادي القائل أن الإنسان كائن طبيعي لا يتأثر جوهريا بالاختلافات الثقافية، فيؤسس نظريته السياسية على كل من الوحدة والاختلاف ويقدمها كبديل لنظرية البوتقة والصهر- حيث يجري التشديد على توحيد واندماج كل الجماعات الثقافية في أمة واحدة - ويتبنى في مقابلها موقفا يؤكد الخصوصية ويحتفي بالجذور الثقافية المغايرة للثقافة المهيمنة، مدافعا عن حقوق خاصة بالجماعات وسياسات تهدف إلى الاعتراف والتكيف مع الهويات، مستندا إلى آليات وهيكليات سياسية وأدوات فكرية جديدة، وشروط ضرورية تتطلبها وتضمن نجاحها، وبالتالي يسعى إلى إعادة تأسيس كيفية التعامل مع التنوع الثقافي وإدارة مختلف المشكلات التي ارتبطت به، بما يحقق المواءمة بين ضرورة الوحدة وواقع هذا التنوع، دون المساس بحقوق الأفراد المدنية والسياسية