الخلاصة:
نشهد اليوم انتشار الثورات والمظاهرات ضدّ السلطة، أو القرارات التي تتخذها السلطة السياسية، الحروب الأهلية والإقليمية، وضعية اللاجئين، إنّه وضع سياسي أقلّ ما يقال عنه، أنّه لا يبشّر بالاستقرار على المستوى السياسي. ينبئنا كذلك أنّ السياسة فقدت معناها الحقيقي، خصوصا مع تعالي الأصوات المنادية بالمساواة أمام القانون، في الحقوق والواجبات، الحرية المفقودة في ظلّ الأنظمة الاستبدادية، إنّه شعور بالاغتراب في هذا العالم، بعدم الانتماء، بفقدان المعنى الحقيقي للحياة، غياب أشكال المشاركة بين البشر، غياب التواصل فيما بينهم، وحلول العنف محلّه، هذه هي السمات التي على عالمنا المعاصر، وقد تنبأت حنّا أرندت بهذا منذ عقود طويلة إذ حلّلت قضية السياسي والفعل السياسي، انطلاقا ممّا شاهدته عيناها من أحداث في عصرها، وحتّى العصور التي سبقتها باستنادها إلى التاريخ، والبحث في المجلّدات الثورية الكبرى للثورة الفرنسية، والأمريكية مرورا بالبلشفية، مقدّمة رؤية حول أهمية السياسي، كيف يكون العالم السياسي وشروط تكوّنه التي تضمن التأسيس بعد الثورة، وهذه الأخيرة لا تكون ثورة بالمعنى الحقيقي إلا إذا أسفرت عن كيان سياسي، يحيّن هذا السؤال نفسه مرّة أخرى أمام هذه الأحداث التي ذكرناها، والتي يتّسم واقعنا السياسي بها.
السياسة هي الكينونة التي يظهر من خلالها كلّ البشر، بوصفهم أفرادا فاعلين، يجتمعون بشكل تلقائي بواسطة اللغة والكلام، السياسة إذن هي البداية الجريئة لأفراد متحرّرين من قيود الضرورة، متفرّغين للظهور، لإبداء آرائهم ومشاركتهم في المجال العام، الذي يجتمع فيه المتميّزون والمتساوون، متميّزون من حيث الاختلاف البادي في الرأي، وهو ثراء معرفي وليس قصورا، ومتساوين من حيث القدرة على الكلام. هذا يجعلنا نبحث عن مثل هذا الفعل في عالمنا المعاصر، ونحن واثقون بأنّ كلّ ما يحكم هذا العالم هو الضرورة، والسعي وراء متطلبات الحياة، هو عالم عمليّ بامتياز ينتشر فيه الاستهلاك على حساب أيّ شيء آخر، وكلّ ثورة تقوم ضدّ السّلطة
Hannah Arendt addresses the question of Revolution as a notion that appeared in the 18th century, more precisely during the French Revolution.
In fact, Hannah Arendt associates the revolution with other notions such as freedom, public space, politics and Man, believing that the Revolution is none other than the beginning of human freedom while problem facing Man consists of the transition from successful revolution to good Governance thus causing the failure as a result or even all the values that can have such as Freedom, living together and the reunion of man in inserting him into his world.