Abstract:
فانطلاقا من أهم الموتيفات التي ميّزت سلسلة المصادر الشفاهية التي بُـنيت عليها تساؤلاتنا المتعلقة بكاريزماتية الوليّ الخادم والـوصيف، تبيّن أن ما يُحرّك نموذج الوَلايَة ويصنعها في مخيّلة وتصورات المجموعات السوداء، يرتكز على مفهوم الخادمية Servilité la والخِدمة التي يقوم بها كعمل الزامي وراء ستار "بركة" الأولياء الأقطاب، وبالتالي،يخرج الشكل الولائي الأسود من توظيف أساليب هيمنّة الأبيض التقليدية على الأسود. فمقارنة بالأشكال الولائيّة التي نجدها في المناقب والتي انبثّقت و تـشكّلت على اثر مبـدأ : 1 - الكرامات. 2 -شجرة النسّب. 3 - العلوم، و في الأخير، 4 - الجهاد. يرتقي الشكل الولائي الأسود في خطاب مجموعته إلى "المثالية" عبر قنوات العمل في أنشطة مُصنّفة مسبقا من خلال العمل في مهنّ منحطة و شاقّة، كالعمل في ميدان الفلاحة البدائية، والعمل في أماكن الحمأ والمياه المترسبّة والقذرة، التي تمثل في الحقيقة، مرآة تعكس الفضاءات التي أنتجت فيها تَبَعِيَتُه كعبد وكرجل لا يذكره التاريخ. و بذلك، تظهر منظومة الوَلايّة السوداء كردة فعل للتهميش والإلغاء، التي تُحدّدها تصوّرات مكانة الرجل الأسود التي لم تختفي من الوجود لتسمح بمطالبة شيء آخر خارج صراع الهوّية.