الخلاصة:
لقد رأى أدونيس، أن الحركات الشعرية العربية التجديدية، السابقة عن جماعة "شعر" ظلت تفهم الشعر وتمارسه، وفق الطريقة التقليدية، رغم بعض محاولاتها التغيير البسيط في شكل القصيدة العربية، حتى تتلائم مع بعض الأدوات الفنيّة التي وظفوها بغزارة في شعرهم، خاصة الأسطورة. إلاّ جوهر شعرهم ظل كما كان تقليديا. وموضوعاته ظلت تقليدية، والعالم الذي تصاغ منه تقليديا، أي ظلّ شعر ثبات وتكرار وليس شعر إبداع. في حين رأى أدونيس، منذ بحثه الأول، الذي نشره في العدد الحادي عشر من مجلة "شعر" بعنوان: "محاولة في تعريف الشعر الحديث"، إلى أنّ الشعر الحديث الذي يدعو إليه، هو أنّه شعر "رؤيا"، التي تنصب على عالم ما وراء الحس، فهو "كشف" و"إشراق". فالعالم الذي يستقي منه هذا الشعر، هو العالم المخبوء القابع وراء ستار الحواس المرصودة بالعقل والمنطق، والسلط التقليدية، وحتى يتسنّى للوعي العربي أن يتحرر من الثبات والتقليد، ويواكب عالم الحداثة السريع التحول والتغير، لابد من إحضار الوجود الحقيقي المخفي وراء حجب التقليد والذي هو عالم سديمي في حالة تبدل دائم وتغير مستمر، إذا ما يكاد هذا الوجود يقوم حتى يقوض مرة أخرى ليتشكل من جديد