الخلاصة:
هذا البحث هو عمل تحليلي مقارن نسعى من خلاله إلى بيان الدور الذي يلعبه العمل الفني في تحقيق ماهية الإنسان و وجوده ، في تصور كل من مارتن هيدغر و جون بول سارتر، بالوقوف عند أهم نقاط الاتفاق و الاختلاف القائمة بين الطرحين . هذا ما يسمح بمعرفة ما إذا كان للفن وظيفة جوهرية و أساسية في عملية التأسيس لماهية الإنسان الضائعة . و هنا نجد تأكيد هيدغر على دور الكلمة الشعرية على تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية مما يفتح المجال لأن تستعيد ماهيتها ، بينما يِؤكد سارتر على دور الكتابة الأدبية في تبرير الوجود و تحقيق حرية الإنسان. توصلنا من خلال هذا الدراسة إلى اثبات أصالة فكر سارتر في مستوى الطرح الجمالي من جهة ، و التأكيد كذلك على عمق فكر هيدغر و جذريته خاصة و أنه يسند إلي الشعر مسؤولية تاريخية و مصيرية من جهة أخرى.