الخلاصة:
تناولت الدّراسة البحث عن أدوات الاتساق و دورها في النص القرآني -سورة إبراهيمأنموذجا- فقسمنا بحثنا هذا إلى مقدمة، وثلاثة فصول، وخاتمة فيها أهم النّتائج التي توصلت إليها في البحث: فالفصل الأول: لسانيات النص -النشأة والتطور- تضمّن الحديث عن لسانيّات النّص، ومفاهيم النّص، والاتّساق وأدواته،فأمّاالفصل الثّاني: مدخل إلى علم المناسبة، حيث تناولنا تعريف مصطلح المناسبة، ثم أعقبناه ببيان أهميّة علم المناسبة وأنواعها، وأهم المؤلفات، ثم يأتي الحديث عن سورة إبراهيم وأهدافها ومقاصدها، وبعدها يأتي بيان أوجه التّناسب الدّاخلية والخارجيّة في السورة الكريمة، فأمّا الفصل الثّالث: أدوات الاتّساق في سورة "إبراهيم"، حيث قمنا بدراسة وتطبيق أدوات الاتّساق في السورة الكريمة، وفي الأخير قدمنا أهم النّتائج التي تمكّنا من الوصول إليها في خاتمة هذا البحث، والتي يمكن إيجازها في النّقاط التّالية: إنّ الدّعوة التي يقدّمها المنهج الجديد (لسانيّات النّص) في دراسة اللّغة وتحليلها، تتضمّن أهميّة تتجاوز حدود الجملة في التّحليل اللّغوي، هي دعوة لا شك في صحّتها. إنّ مراعاة وجوه التّناسب في القرآن الكريم يعطي للمفسّر أبعادا تفسيريّة واسعة، تساعده على أن يدرس النّص القرآني وفق رؤية شاملة لأبعاده كافة بناء على المعطيات التي بين يديه. إن إدراك المناسبات بين مقاطع السورة وافتتاحيتها وخاتمتها وسائر آياتها، له جانب كبير من الأهميّة لمن أراد تفسير السّورة تفسيرا موضوعيّا. لقد أسهمت أدوات عدّة في التّماسك الشّكلي لسورة "إبراهيم" كان أبرزها: "الإحالة" التي تحيل إلى مرجع موجود في النّص أو خارجه، منها: الضمائر، أسماء الإشارة...ومنها ما يحيل إحالة قبليّة وما يحيل إحالة بعديّة (كضمير الشأن)، ومنها ما يحيل إلى داخل النّص، ومنها ما يحيل إلى خارج النّص. من الأدوات التي ساهمت في اتّساق السّورة أيضا، "الحذف" يساهم ذلك في شد العبارات، والجمل داخل النّص، فالجزء المحذوف هو عادة جزء مشترك، والاشتراك تماسك بالضّرورة. بالإضافة إلى "العطف" الّذي يعد ما أهم الأدوات تحقيقا للاتّساق، كون النّص عبارة عن جمل أو متتاليّة متعاقبة خطيا ولكي تدرك كوحدة متماسكة تحتاج إلى عناصر رابطة. وكذلك "التكرار"، فقد وظّف توظيفا نصيّا تماسكيا في سورة إبراهيم، وساهم في اتّساق العبارات والآيات ووحدات السّورة ويظهر اهتمام لسانيّات النّص بالتكرار على أساس أنّه رابط نصي ضروري.