الخلاصة:
تعّدّ العناية بالتراث العمراني ضرورة حضارية وطنية، لإبراز هوية المجتمع وعراقـة تاريخه، ذلك أن لذا تنبهت أغلب الدول إلى ضـرورة إحيـاء مدنها التاريخية والتراثية، والعمل على دمجها في الحياة المعاصرة، وقـد انتهجت الدولة الجزائرية نفس المسار والسياسة، وهذا من خلال تنفيذ العديد من المشاريع لترميم المباني التاريخية والاثرية التقليدية بصفة عامة ومن بينها القصور والقصبات الصحراوية بشكل خاص، خصوصا وأنها تحظى باهتمام خاص من قبل الهيئات الدولية وعلى رأسها اليونسكو، إلا أن الاعتماد على المفهوم التقليدي للتـرميم الذي يهتم بالأثر كمبني قائم بذاته دون الأخذ في عين الاعتبار البيئة العمرانية والاجتماعية المحيطة به كعامل هام، له تأثير قوي على إنجاح عمليات التدخل على المبنى بمختلف أنواعها. ومنه جاء البحث لدراسة إعـادة دمـج القصور الصحراوية في الحياة اليومية المعاصرة، ومحاولة إيجاد سياسة واضـحة للتعامـل معهـا وتطويـع خصائصها لتتلاءم والاحتياجات الحديثة لتبقى تنبض بالحياة في الوقت الذي يتم فيه المحافظة على النسيج العمراني التاريخي والتراثي، مع التركيز على إبراز ال أهمية التراثية المميزة للقصور والقصبات وسبل إحيائها والحفاظ عليها.