الخلاصة:
لقد امتاز التخطيط العربي الإسلامي بخصائص واضحة طبعته بطابع جديد في عالم الحضارة فهو تخطيط فريد من نوعه، ولم يكن العرب و المسلمون مقلدين فيه و لا تابعين لفن من الفنون (الوثنية المجوسية، اليهودية، أو النصرانية )، لقد كان تخطيطا قائما على أساس توافق مصلحة الناس، و تناسب البيئة التي ترعرعوا فيها، حيث كانوا يراعون في التخطيط تحقيق الاتجاه الحضاري السليم، و الطابع العربي الإسلامي الذي يتناسب مع عاداتهم و تقاليدهم كالفصل بين مجالس الرجال و النساء و مداخلها، و اختيار أماكن بناء المساجد، و تحديد القبلة، و النظر في أتساع الطرق و الممرات، و وظيفة المؤسسات العامة و الخاصة. و من أجل ذلك و لتحقيق مقاصد الشريعة تطورت قوانين و تشريعات المتعلقة بالبناء و التنظيم العمراني بالمدينة الإسلامية منذ حوالي أربعة عشر قرنا، و بقيت فيها هذه التشريعات متوارثة يطورها المشرعون و البناءون، حتى و صلت إلينا، و لم يتوقف تطوير هذه التشريعات نظرا لعدم توقف البناء في المدن الإسلامية.